الاثنين، 30 أكتوبر 2017

نقل عادة شرب الشيشة من مصر للحجاز





انتقلت عادة شرب الدخان (التنباك) من مصر الي الحجاز في سنة 1012هج /1603م فيذكر الصباغ المكي ان الدخان ظهر بمصر في زمن علي باشا الملقب بالنمر ، وانه انتقل منها الي مكة وظلت مصر تصدر جميع ادوات النرجيلة الي الحجاز طوال العصر العثماني
(كتاب العلاقات المصرية الحجازية في القرن الثامن عشر - د حسام عبدالمعطي)





تعليق 
*الملقب بالنمر: هو فخري الدين باشا وليس على باشا 
*النرجيلة: هي الارجيلة او الشيشة كما تعرف بمصر
*الصباغ المكي : مؤرخ وله كتاب تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام وكتاب المشاعر العظام 

نقل وتعليق محمد جمال سباق ابوالطقيشي الحويطي,

السبت، 28 أكتوبر 2017

التبيان في من سُمىَ (سباق) من سابق الزمان

التبيان في من سُمىَ (سباق) من سابق الزمان



اختلط على البعض ان اسم سباق اسم لعائلة واحدة وان كل من اسمه سباق ينتمي لرجل واحد ووجدت من يراسلني ظننا اني من اقاربه وهناك من يبحث عن نسبه ولم يفرق بين هذا وذاك لكون الاسم متشابه
وبالتتبع لاسم سباق المنتشر في كثير من بيوت العوائل والقبائل بصعيد مصر وجدت انه اسم عرفه اهل الصعيد في الربع الاول من القرن التاسع عشر 1825م تقريبا حيث اني تتبعت ذلك من خلال عدد الجدود لهذه العائلات وحصر الكثير منها, وربما هذا الاسم  او لقب كان لشخصية من شخصيات الهوارة التي حكمت المنطقة بهذا العصر وقبله فاصبح الاسم يسمى ويعرف لدي هذه العوائل المحصورة في صعيد مصر..
ومن عائلات سباق ممن طالعتني المصادر عنهم :

-          سباق اسم لاحد الجدود في بيت الطقيشي وبيت موسي  بقبيلة الحويطات بقرية بني منصور - سوهاج
-          عائلة سباق فرع من قبيلة  السماعنة الهوارة في قرية المعيصرة – قنا ومنهم في الغنيمية بسوهاج وهناك نجع يسمى بنجع سباق لهم في ابوتشت
-          عائلة سباق فرع من الهوارة في قرية بيت خلاف بجرجا – سوهاج
-          عائلة سباق فخد من اسميكة من المنفة من المرابطين في شرق برقة بلبيا ونزح بعضهم الي مصر منذ عدة قرون.
-          عائلة سباق فرع من قبيلة العبابدة – البحر الاحمر
-          عائلة سباق (او السباقات) فرع من قبيلة العزازية- قنا
-          عائلة سباق – طهطا – سوهاج
-          عائلة سباق – ساقلته – سوهاج
-      عائلة سباق - دار السلام - سوهاج
- عائلة سباق - اخميم- الحواويش - سوهاج
-          عائلة سباق – النخيلة – اسيوط

وسباق في اللغة العربية تعني :
·  سَبَّاقٌ إلَى أعْمَالِ الخَيْرِ : مَنْ يُسْرِعُ إلَى أعْمَالِ الخَيْرِ ، وَيَكُونُ الأوَّلَ دَائِماً سَبَّاقٌ إلَى الْمَكَارِمِ.
· سِبَاقُ الخَيْلِ ، الخ .
· سَبَّاق مَنْ يَسْبِق غيرَه.

اعداد الباحث / محمد جمال سباق ابوالطقيشي الحويطي




السبت، 21 أكتوبر 2017

تاريخ القهوة في مصر

العلاقات المصرية الحجازية في القرن الثامن عشر - د حسام عبدالمعطي

عرفت مصر القهوة في العقد الاول من القرن السادس عشر, حيث جلبها طلاب العلم اليمنين والحجازين معهم فشربوها في البداية في حارة الازهر وقد قوبلت القهوة في مصر بمقاومة عنيفة من الفقهاء فقام صاحب العسس في القاهرة في سنة 945/1539هج بمهاجمة مستهلكيها ولكن علي الرغم من هذه الحوادث وهذه المواقف العدائية للقهوة الا انها فرضت نفسها كمشروب تقليدي وما لبثت ان انتقلت الي الشام ثم اسطنبول حيث انشات بها مقاهي فتحت ابوابها للجميع واستوردت البندقية البن من مصر في مطلع القرن السابع عشر وعرفت امستردام ولندن البن في سنة 1034 هج/1622م ثم فرنسا بعد ذلك.



تعليق : صاحب العسس هو نظام أمني في الدولة الإسلاميّة، مهمّته الطواف بالليل، لتتبع اللصوص، وطلب أهل الفساد.
تعليق ونقل / محمد جمال سباق ابوالطقيشي الحويطي


الاثنين، 16 أكتوبر 2017

المقايضة في الاقتصاد المصري قديما

مقالي الجديد في جريدة الميزان الاقتصادية ( جريدة مستقلة مصرية ) العدد الصادر بتاريخ الاحد 15/10/2017




_______________

المقايضة في الاقتصاد المصري قديما

كتبه محمد جمال سباق الحويطي
لم يقتصر المواطنين قديماً في ريف مصر على التعامل بالنقود في حياتهم اليومية أثناء عملية  الشراء والبيع ،فقد عرفوا طرق اخرى أغنتهم عن النقود في كثير من التعاملات وهي التعامل بغلال المحاصيل الزراعية الذي ينتجها المزارع او بالتعامل بالطيور وبيض الدجاج التي تربى في المنازل وهو ما يعرف بنظام المقايضة.
ومن  اشهر التعاملات بالمقايضة في ريف مصر مع "حلاق" القرية كما يطلق عليه "المزيّن" وهو ركن اساسي بالقرية وجزء لا يمكن الاستغناء عنه بكل مجتمع وبكل قرية من القرى او المدن فكان الحلاق يحلق للأطفال والرجال من كل اسرة كما انه يقوم بإجراء الختان للأطفال ويعالج بعض الامراض بالطب الشعبي ،وكان بالمقابل ينتظر موسم جني المحصول سواء كان قمح او عدس او فول  ليأخذ حصته منها مقابل عملة طوال الموسم ،وبعدما ينتهي من المرور علي المزارعين واخذ حصته يقوم بعدها ببيع ما حصل عليه من غلال في الأسواق مقابل المال ،وذلك بعد أخذ احتياج بيته .
 وكان الامر نفسه مع "شيخ الكُتَاب" الذي يعلم الاطفال القران الكريم ،ويحظى الكُتَاب باهتمام كبير من عوائل القرى ويعد من اهم معالم القرية ولا تخلوا اسرة من ارسال اطفالها للكُتَاب لتعلم قراءة القران الكريم واتمام حفظة ،وكان التعامل معه من خلال اما المحاصيل الزراعية او عن طريق الطيور وبيض الدجاج وكلاَ على قدر حالته الاجتماعية واستطاعته في الانفاق.
 كما كانت النساء تتعامل مع "الدلالات" وهم نساء متجولات يمرون علي البيوت بالقرية لبيع الملابس والاقمشة واغراض البيت من ادوات منزلية فكان المقابل للشراء عن  طريق التعامل بالغلال والطيور والبيض كأدوات اساسية متوفرة بأغلب البيوت البسيطة بالقرية
وكانت هذه المعاملات هي الطريقة المتبعة والمتداولة في كافة قرى ريف مصر فالذي ليس لديه ارض زراعية كان لا خيار له الا ان يدفع مقابل هذه الخدمات بالنقود البنكية.

الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

مقال ( شهبندر التجار في المجتمع المصري )

مقال ( شهبندر التجار في المجتمع المصري ) 
نشر في جريدة الميزان الاقتصادية يوم الاحد الموافق 1-10-2017 وهي جريدة اسبوعية مستقلة توزع وتباع في جمهورية مصر العربية


لقراءة المقال على موقع الجريدة على هذا الرابط




شهبندر التجار هو رتبة لرئيس التجار وهو أغنى التجار وأفضلهم من حيث الجاه والمعرفة والظهور والعلاقات والدراية بأمور وقضايا التجار والأسواق وكان اختياره من بين التجار أنفسهم، ومن أهم المهن التى ظهرت فى عهدهم بيع الطعام والعطارة والبن والسكر والنجارة والحدادة وتجارة الذهب والحلى والأقمشة والمنسوجات.

فلم يكن شهبندر التجار مجرد لقب لكنه منصب مرموق يحظى باحترام من الدولة والعامة وكان هذا المنصب يدعم لهذا الشخص المكانة له ولأهله وطائفته.

 ويذكر الدكتور حسام عبدالمعطى فى كتاب «العائلة والثروة» حسب ما ورد فى الوثائق التجارية القديمة والعقود التى اطلع عليها أن شهبندر التجار كان من صلاحياته القيام بالمشاركة فى تعيين شيوخ الأسواق والسماسرة والدلالين وذلك من خلال التنسيق مع قاضى القضاة الذى كان يرسل شاهدين من المحكمة لكى يشهدا فى حضوره على رضا أهل السوق عن الشخص المرشح شيخاً للسوق أو شيخاً للدلالين والسماسرة وكان هؤلاء الشيوخ يقرون أمام شهبندر التجار على المحافظة على الأسس والقواعد السائدة فى السوق وعدم الخروج عنها، ومن واجبات شهبندر التجار أنه يتدخل لفض أية منازعات تتعلق بالتنظيمات الداخلية لطائفة التجار مثل «تعيينات مشايخ الأسواق والنقباء والأشراف أيضا على حل المشاكل والقضايا التجارية بالقاهرة».

ومن أشهرهم فى الربع الأول بالقرن العاشر الهجرى شهبندر التجار «أحمد بن محمد الرويعى» والذى تعود أصوله إلى الأندلس وقد انتقلت أسرته عقب سقوط غرناطة الى الإسكندرية وقد أصبح أهم شخصية فى التجار بالقاهرة حتى أنه سميت إحدى أهم المناطق التجارية والتى تفصل بين القاهرة العثمانية والفاطمية باسم الرويعى وهناك مسجد على أطرافها باسم مسجد الرويعى تخليداً له ولشهرته التى فاقت عالم التجارة فى مصر وقد تنازل عن المنصب إلى ابن أخيه «على بن محمد بن أحمد الرويعى» فى آخر أيامه لأنه كان الأقرب له والذى تعلم منه العمل التجارى والإدارة والحكمة.

أما فى منتصف القرن العاشر الهجرى كان شهبندر التجار هو «إسماعيل أبوطاقية الحمصى» وكان من الشوام الذين استقروا فى مصر للتجارة فى العهد العثمانى وكانت ثروته طائلة وشيد الأبنية والوكالات التجارية فى أحياء مصر وقام ببناء العديد من القصور والبيوت الكبرى والجوامع وقد أوقف وقفاً عظيماً لأهله قبل وفاته، وذكر عن حياته ودوره فى مصر الدكتور سمير عبدالمقصود فى كتاب «الشوام فى مصر» وقدمه بشهبندر تجار مصر وبلاد الحجاز الزينى إسماعيل بن فخر التجار الحاج شهاب الدين أحمد بن الخواجا أحمد بن الحاج يحى الشهير بأبى طاقية الحمصى.

وفى القرن الثانى عشر الهجرى، الثامن عشر الميلادى وأثناء الحملة الفرنسية على مصر كان شهبندر التجار هو السيد «أحمد المحروقى» وكان له دور سياسى وقت الحملة الفرنسية وجاء ذكره فى كتاب المؤرخ الجبرتى «عجايب الآثار فى التراجم والأخبار» أن شهبندر التجار أحمد المحروقى خرج على رأس جماعة من التجار ومن عامة القاهريين وبعض الأتراك والمغاربة ومعه نقيب الأشراف السيد عمر مكرم ليهاجموا مواقع الفرنسيين خارج باب النصر وكان هو والسيد عمر مكرم نقيب الأشراف يمران كل وقت بمواقع قتالهم للفرنسيين ليحثوا الناس ويدفعوهم للجهاد فكان المحروقى له دور سياسى بارز فى الدعم المالى والسياسى للدولة وقت الحملة الفرنسية على مصر.

وفى القرن الحادى عشر الهجرى تولى منصب شهبندر تجار مصر «محمد بن محمد بن قاسم الشرايبى» والذى تعود أصوله إلى مدينة فاس المغربية وقد تولى آل الشرايبى منصب شهبندر التجار لثروتهم الكبيرة ونفوذهم القوى بين عوائل التجار فى عهدهم.

وسرعان ما اختفى هذا اللقب مع اختفاء الخلافة العثمانية عن عالمنا، وأصبح اسم شهبندر التجار يراودنا فى المسلسلات التاريخية وألف ليلة وليلة والحكايات القديمة إلى أن استبدل بمنصب «رئيس الغرفة التجارية»، وهو يقوم بنفس مهام شهبندر التجار من حيث الحفاظ على مصالح التجار وتجارتهم ويمثلهم أمام الحكومة وخلق اقتصاد محلى قوى ومنافس.