الغجر وكيفية مراقبتهم من واقع كتاب الدليل لعمد ومشايخ البلاد سنة 1923-1342هج - علي حلمي اليوزباشي بمدرسة البوليس والادارة
قام بتفريغ النص من المصدر-الباحث/ محمد جمال سباق الحويطي، وذلك من واقع النسخة المتوفرة في دار الكتب المصرية بكورنيش النيل.
نبذة تاريخية عن الغجر : بالنظر لكثرة وقوع
الجرائم من طائفة الغجر في القرى، والبلاد قد عنيت بذكر نبذة عن تاريخهم وأعمالهم
في مصر خاصة وفي غيرها عامة لاستلفات انظار الحفظ الى ما عساه يقع منهم
الغجر في أوروبا وغيرها :
تعريف الغجر : الغجر هم صنف من الناس منتشرون في بعض انحاء اوروبا
ومصر والشام وبلاد الجزائر في المغرب ولهم عادات وتقاليد يحافظون عليها كاليهود
ولا يتدينون بدين رغما من نسبة بعض الى المسلمين والبعض الى المسيحيين
أصلهم : أصلهم من شمال الهند ورحلوا منها منذ زمان بعيد الى
جزيرة ابن عمرو بالعراق والقوقاز واسيا الصغر وأوروبا وجزر البحر الابيض المتوسط
ومنهم طائفة بانكلترا يسمون (جيبسي) زعما منهم انهم آتون من مصر
كيفية مراقبة الغجر : يجب على العمدة عند نزول أفراد من هذه الطائفة في بلده
ان يخطر المركز عنهم في الحال ومتى وافق علي اقامتهم في البلد يعين لهم المحل
المناسب لوضع خيامهم فيه ويؤكد على مشايخ البلد وشيخ الخفراء وباقي رجال الحفظ
بشدة التيقظ لهم ، ومراقبة حركاتهم وسكناتهم وبصفة خاصة من يتجول منهم في الطرق
والحارات بدون داع أو بدعوى البيع والشراء ويشتبه في غرضه ، وضبط من يوجد منهم
حاملا أسلحة أو أشياء مشتبها
لغتهم : هم في كل البلاد يتكلمون لغة اهلا ولغتهم في اوروبا
مشوبه باللغة اليونانية وذلك دليل علي انهم قطنوا قديما ببلاد اليونان وثم رحلوا
منها الى غيرها من بلاد اوروبا
احصاؤهم : يبلغ عددهم في اوروبا وحدها 600000 نسمة منتشرون في
فرنسا وانكلترا وروسيا ورومانيا وبولونيا وعددهم في غير اوروبا مجهول
عادتهم: هم قوم رحل يسكنون الخيام ميالون لسرقة ما خف حمله من
المنازل وغيرها وسرقة الاطفال ليستخدموهم في تهريب المسروقات ولجبنهم لا يقدمون
على السطو ولا على السرقة باكراه ولا يتزوجون الا منهم ويختتنون ، ويدفنون موتاهم
ليلا ، وهم بارعون في التجسس ، حتى ان بعض ملوك اوروبا استخدمهم فيها فادوها
بمهارة وكفاءة
الغجر في مصر :
الغجر في مصر يشبهون الغجر في غيرها ، في
تقاليدهم وعادتهم وانحطاط اخلاقهم ويظهر أن لفظ غجر يطلق على الغجر والحلب ولفظ
غجر غير عربي وحلب مأخوذ من قولهم أحلب القوم أو حلبوا ،اذا جاءوا او اجتمعوا من
كل وجه (راجع لسان العرب) وهم ينزلون بخيامهم في بعض بلاد الارياف مع نسائهم واولادهم
ولا يستقرون في جهة واحدة بل ينتقلون من بلدة الى اخرى وتطول مدة اقامتهم او تقصر
بحسب توفر وسائل الاكتساب او قلتها لهم بطرق دنيئة فالرجال منهم يتظاهرون بالإتجار
بالمواشي كالابل والحمير وغيرها وينتهزون فرصة وجودهم في الاسواق فيحتالون علي الأهالي
بطرق مختلفة لسلب اموالهم ومواشيهم ،، اما النساء فيطفن في الاسواق ايضا وينشلن ما
تصل اليه ايديهم بأساليب متنوعة او يجبن البلاد والقرى متخذات بعض الحرف الكوشم
والخفاض والتنجيم بأنواعه ستارا يتوصلن به الى النشل والسرقة كلما سنحت لهن الفرصة
علاوة على انهم يخطفن في بعض الاحايين الاطفال والدجاج وغيرهما
ومن عادتهم الشاذة ان الواحد منهم اذا خاصم
الاخر عمد المتخاصمان الي نهر عميق ومع كل جرابة ورمى بما شاء من النقود فيباريه
الثاني بأكثر مما رمى وهكذا حتى يقصر احدهما فيلحقه العار بين قومه وقد يتبارون في
ذبح المواشي كالبقر والاغنام على نحو ما تقدم ثم يتقدم الخصمان بعد ذلك ويتصافحان
كعادة الاوروبين في المبارزة بالسلاح وقد أخذت هذه العادة في القلة تدريجيا
ويجب ان ينبه العمدة على الأهالي بشدة
الاحتراس في معاملاتهم مع هؤلاء الغجر والمحافظة علي مساكنهم وامتعتهم منهم لئلا
يتعرضون لسرقتها ويستحسن اختيار مكان اقامة هؤلاء الغجر بالقرب من ديوان العمدة
ويحرر كشفا بأسمائهم يحفظ بطرفة ويتعين على شيخ الخفراء التتميم عليهم مدة الليل
بدون تعرض لحريتهم الشخصية ولا مضايقتهم ، ولا يسرى ذلك على من اتخذوا لهم محلا
مستقرا بالبلد وقاموا على كسب معاشهم بالطرق المشروعة فان هؤلاء يعاملون أسوة بأهالي
البلاد
مراقبة الاطفال المرافقين للغجر : كثيرا ما اعتاد هؤلاء الغجر ان يستصحبوا معهم اطفالا
صغارا يستعملونهم في تهريب ما اتصل اليه ايديهم من المسروقات بطرق متنوعة اعتمادا
علي صغر سنهم او ان القانون يحميهم فيجب توجيه عناية خاصة لمثل هؤلاء الاطفال
ومعرفة من ينتمون اليه من الغجر والتحقق من صلتهم بالمذكورين حتى عند حصول اية
حادثة يمكن الاستدلال عليهم بسهولة ولتضييق الخناق على الغجر حتى لا يستفيدوا من
تسخير هؤلاء الاطفال جريا وراء مطامعهم الشريرة ، وايضا لوقاية الاطفال المنوه
عنهم من هذا الطريق المؤدي الي فساد اخلاقهم وجعلهم خطرا كبيرا على الأمن العام
خطف الغجر للأطفال : يجب ان يلاحظ العمدة انه في بعض الاحيان يكون هؤلاء
الاطفال مخطوفين ويظهر ذلك من المعاملة الشاذة او التعذيب الذي يلاقيه الاطفال من
هؤلاء الغجر فيجب مراعاة ذلك واتخاذ ما يلزم لضبطهم وتبليغ المركز عنهم عند توفر
ادلة الاشتباه
تفريغ النص من الكتاب / محمد جمال سباق الحويطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق