الاثنين، 4 ديسمبر 2017

عيذاب ..ناقلة الحضارة وطريق الحج والتجارة

 عيذاب ..ناقلة الحضارة وطريق الحج والتجارة

مقالي الجديد بجريدة الميزان الاقتصادى بتاريخ اليوم الإثنين 04/ديسمبر/2017

كتبه محمد جمال سباق الحويطي
m.g.sebaq@gmail.com
تقع ميناء عيذاب على البحر الاحمر وهي مرسى المراكب التي تقدم من عدن والحجاز الي الصعيد وقد لعبت دورا هاما للحج والتجارة زادت أهمية عيذاب ابتداء من سنة 380هج تقريبا في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي لتحول قوافل التجارة والحجاج المصريين والمغاربة من طريق شبة جزيرة سيناء الي طريق النيل حتي قفط وادفو وأسوان ومنها عبر الصحراء الشرقية الي عيذاب نتيجة للحروب الصليبية وقت ذاك ,ولكن نظراً لشهرة عيذاب واهميتها التجارية لفتت انظار الصليبين اليها فحاولوا توجيه الضربات لها لقطع الطريق علي الحجاج المسلمين من ناحية والقضاء علي مركزها التجاري من ناحية اخرى,
إلا ان فشلت حملاتهم وظلت هي الميناء الرئيسية للبحر الاحمر حتي ارسل السلطان المملوكي الأشرف سيف الدين برسباي حملة عن طريق البحر الاحمر لمهاجمتها وتخريبها وذلك لأن قبائل من العربان هاجموا إحدى القوافل الخاصة بالسلطان وتمكنت الحملة من القضاء عليها وتخريبها في سنة 1428م – 832هج وقيل كان خرابها سنة 1426م فانتقلت التجارة الي ميناء "الطور" و"سواكن" بعد ذلك ,
,وكان الحجاج يجدون المشقة في هذه الصحراء حيث انها شديدة الجفاف جرداء ليس بها ماء ولا طعام وكل ما فيها يجلب من صعيد مصر او من بلاد اخرى ويسكنها منذ زمن قبائل البجة وطعامهم البان الإبل والماشية ومشتقاتها وكانوا يأخذون ضرائب من الحجاج والتجار على كل جمل مُحَمل بالطعام, لم يقتصر دور عيذاب على ذلك فكانت مركزا هاما لعلم الحديث حيث كانت ملتقي علماء الحديث والفقه الذين يقيمون بها انتظاراً لإقلاع السفن الي جدة ومكة وكان مقامهم بعيذاب يطول أحيانا فيجدها طلاب العلم والحجاج فرصة مواتيه للاجتماع بهؤلاء الشيوخ الصادرين او الواردين
وقد لقت عيذاب استحسان واعجاب الرحالة حيث زارها الرحالة ابن بطوطه والمؤرخ ابن جبير وغيرهم اثناء رحلتهم الي مصر وتوقفوا عندها وذِكر اهميتها وقد ظلت تمارس دورها في التجارة الشرقية أربعة قرون ونصف القرن تقريباً وكان منها الحط والإقلاع لرحلة الحج بالاراضي المقدسة.


ليست هناك تعليقات: