دور "التجارة" في دخول الاسلام مصر
كتبه / محمد جمال سباق الحويطي
لم تكن التجارة لزيادة الدخل والثراء والحصول منها علي المنفعة وقط!، ولكن منها مآربُ أخرى كثيرة ,فكانت التجارة من القدم اكثر العوامل التي تدمج وتوصل الثقافات والاعراق بعضهم البعض ، وقد حظيت "مصر" بموقع جغرافي هام لتبادل التجارة بين الأمم ،فتقع مصر في ملتقي قارتي اسيا وافريقيا وتربط من خلال موقعها علي البحر الاحمر والمتوسط مع دول أوربا وبلاد شرقي البحر المتوسط واسيا الصغرى وشمال افريقيا كما يربطها موقعها علي البحر الاحمر بالجزيرة العربية والسودان وشرقي افريقيا وبلاد الهند وجنوب فارس وجزر المحيط الهندي, مما سمح للعرب معرفة مصر قبل دخول الاسلام بقرون والسير على اراضيها وكانوا يدخلونها اما للاستقرار واما للتجارة المختلفة مع مصر ,
وقد لعبت "التجارة" دوراً كبيراً في دخول الكثير من "القبائل العربية" عبر أراضي مصر بمختلف الأزمان، وكانت التجارة بين مصر وبلاد العرب رائجة الي حد كبير وتتم التجارة بين مصر والجزيرة العربية اما برا واما بحرا عن طريق الموانئ بالبحر الاحمر، وما ذكره المؤرخ والجغرافي اليوناني "سترابون" الذي عاش قبل الميلاد : أن مدينة "قفط" احدى مدن صعيد مصر الواقعة بمحافظة قنا كانت في عهد البطالمة والرومان بلدة نصف عربية وذكر كثرة التجار العرب بمدن الصعيد المختلفة وإقامتهم بصفة دائمة فيها
يؤكد بذلك التواجد العربي قبل الاسلام ويشير الي العلاقات التي كانت بين المصريين والعرب ، وكان التجار العرب يتعلمون اللغة القبطية ليتواصلوا مع افراد المجتمع وكان المصريين يعرفون بعض الكلمات العربية بقدر التعامل مع هؤلاء التجار العرب ولذلك لم يكن من الصعب "تعريب" اللسان المصري بعد الفتح الاسلامي ولم يندهش المصريين بالعرب وباختلافهم عنهم اذ انهم التقوا بهم منذ فترات زمانية بعيدة وكانوا يستقرون بينهم في شكل جاليات، وكان التجار يعلمون كل العلم بأحوال المصريين قبل الفتح, والجدير بالذكر ان الفاتح "عمرو بن العاص" رضي الله عنه كان قد زار مصر للتجارة مرتين من قبل منهم زيارته الي الدلتا ومن بعدها الى الإسكندرية وهو الأمر الذي مهد له الطريق وجعله اكثر القادة دراية بأمر مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق