الاثنين، 25 سبتمبر 2017

النخلة مفهوم الانتماء عند العرب نشر في جريدة النهار العراقية

جديد / مقالي النخلة مفهوم الانتماء عند العرب نشر في جريدة النهار العراقية اليومية( تصدر وتباع بدولة العراق ) بتاريخ اليوم الاثنين الموافق 25/9/2017


النخلة مفهوم الانتماء عند العرب
كتب محمد جمال سباق الحويطي

علاقتي بالنخلة علاقة العاشق بمحبوبته كأني قيس وهي ليلى لا اعلم متى بدأ الحب لكنى اهوى رؤيتها والنظر اليها في كل موضع من الارض اضع فيه قدمي , والذي اتذكره انه يعود ذلك لطفولتي اثناء زيارتي الدائمة من الصغر لقريتي موطن ابائي واجدادي في صعيد مصر..
وقد حظت النخلة بحب العرب واحترامهم وتقديرهم والاهتمام بها وعشق ثمارها دون عن باقي الشجر وكانت رفيقا لهم في كل رحلاتهم وترحالهم ولم يستغنوا عنها وظلت تروى في امثالهم وحديثهم وسميت باسما عدة فالقصير منها يسمى فسيلة وسميت الطويلة منها الرَّقْلة
و وصفها ابو العلاء المعري بأنها أشرف الشجر فقال :
وردنا مـاء دجلة خير ماء * وزرنا أشرف الشجر النخيلا

وقد استخدموا كل مشتقات النخيل في بيوتهم وعمارتهم فكيف لهم ان ينسوها وهي تشكلت بيئتهم البسيطة منها ومن هذا الحب والتقدير كانوا يحتفلون ومازالوا بطرحها فهو موسم شعبي مقدس لديهم سواء في البادية او الحضر .. وقد جاء ذكرها في كثير من المواضع وضرب بها الامثال في القران الكريم مما يؤكد اهميتها في هذه البيئة وخاصة عند العرب ، وقد اتضح ذلك عندما خاصها الله عن باقي الاشجار في قوله {فيها فاكهة وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكْمَامِ} وقال ابن كثير ان الله خص النخل بالذكر لشرفه ونفعة رطبا ويابسا والاكمام اي انها مكممه بالألياف ، وهي الشجرة التي خصها الله ان تلد السيدة مريم سيدنا المسيح عيسى وهو تكريم ما بعده تكريم.

ومن الواضح انه لا تتواجد النخلة بارض الا ووجد العرب حتى انك تجد من بلاد الغرب اسبانيا والتي كانت الاندلس ابان حكم المسلمون تجد فيها النخيل يرصف طريقها وقراها وهذا لان الامير عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) كان قد طلب أن يأتوا له بشجر النخيل من بلاد العرب الي الاندلس وزرعها في قصره بعدما دخلها واستقر بها حكمه لتكون أنيساً له في غربته بالأندلس فانشد يقول :
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهى في التقرب والنوى وطول اكتئابي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلي

وكان اهتمام العرب بالنخيل ملحوظ حتى بالعصر الحديث فعند تولى الشيخ زايد رحمه الله حاكم الامارات العربية المتحدة كان من اهتماماته البيئية زراعة النخيل بكثرة والحث علي زراعتها في كافة انحاء بلدة وقد التقطت له صور ارشيفيه وهو يزرع فسيلة من النخل ويسقيها بيده لكي يرسل لكافة المسئولين وافراد الشعب والوافدين ان يهتموا بالنخيل وزراعته ورعايته وقد غرث بذلك في نفس الجميع اهمية النخيل بالانتماء

وتتميز العراق واشتهرت بأجود اصناف التمور وغناها ببساتين النخيل وبها اقيم مهرجانات النخيل في محافظات مختلفة، وقد جاء في كتاب الطالع السعيد للعلامة الادفوي ان بزمان هارون الرشيد امر الخليفه ان يأتوا له من كل نوع من تمر مصر لبغداد لما تتميز به صعيد مصر من نخيل ، وتحتفى الشعوب العربية بالتمور في مهرجانات شعبيه تعرض فيها جميع الاصناف والالوان من التمر ففي مصر مهرجان سيوة للتمور ، وفي السعودية مهرجان بريدة للتمور ومهرجان عنيزة ، وفي المغرب مهرجان أرفود للتمور ، وفي عمان مهرجان التمور العمانية ، وفي الامارات مهرجان ليوا للرطب وكثير من المهرجانات والاحتفالات التي تعم البلاد العربية والتي تكون تفاخرا بانتاج بلادها وسببا في تصدير انتجاها لكافة البلاد .


الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

قرية البيضا - كفر الدوار - محافظة البحيرة




قرية البيضا - كفر الدوار - محافظة البحيرة

( تدريب قدمتة كمشروع للحصول علي شهادة ادب الرحلة من الجامعة الامريكية )


على بعد مسافة ثلاث ساعات بالقطار تستغرق رحلتي من محطة رمسيس بالقاهرة للوصول الي مركز كفر الدوار احدى مراكز محافظة البحيرة ومنه قصدت قرية البيضا البلد والتي تبعد عن المركز بحوالي 15 دقيقة الي 20 دقيقه مستعينا بسيارة اجرة وفي هذه القرية الريفية الجميلة تجتمع الصفات البشرية المتنوعة وجمال الطبيعة الخلابة ،وهي من القرى القديمة التي ذكرت بانها من ضواحي الاسكندرية وسميت بيضا البلد تميزا لها عن قرية تلاصقها وهي بيضا المساكن

هذه القرية التي تقطعها وتحدها ترعة المحمودية طولا وهي شريان من نهر النيل يصل حتى البحر ابالإسكندرية ويتدفق في قرى كثيره ليعطي الحياء والنماء والازدهار وتنمو حوله الاشجار والأرض الخصبة التي عرفت زراعة الارز والخضروات الناضجة واشجار الفواكه الطيبة , وتقف بهذه الترعة "معدية" صغيرة وهي وسيلة نقل عائمة تتصل بها حبل طويل يقطع الترعة عرض من الاتجاهين فيتم سحبه السكان من القرية للبر الثاني او العكس كما يقطع القرية كوبري تم انشاءه حديثا منذ اكثر من عشرة سنة ليقوم بنفس المهام في نقل السكان خارج وداخل القرية وتعرف هذه الترعة العظيمة في الحجم لدى اهل القرية بالبحر.

وغالبية سكان هذه القرية من المسلمين وتتشكل السكان بها من سكان ذات اصل يعود للقرية وهم الفلاحون اهل البلاد ويقطنون القرية منذ زمن بعيد وورثوا الارض منذ اجدادهم ، وكذلك وافدون من صعيد مصر وخاصة من كافة مراكز محافظتي سوهاج و قنا واسوان وقد لجأوا للعيش في هذه القرية للعمل منذ خمسينات القرن العشريين بسبب توافر المصانع وشركات النسيج والحرير قرب القرية ثم اشتروا الارض الزراعية وبنو البيوت واستقروا استقرار كامل في هذه البلدة حتى ان هناك باطراف القرية عزبة تسمى بعزبة الصعايدة نظرا لتجمع اسر من اصول صعيدية بهذا المكان فسميت عليهم ، ويرتدي الرجال ثوب من القماش او الصوف واسعا وبأكمام طويله واسعة وهو معروف بالثوب البلدي او الفلاحي ويرتدي معظمهم علي رؤوسهم طاقية من الصوف ، وترتدي النساء ثوب واسع فضفاض مزخرف وبالوان فاقعة بعيدة عن السواد ,

ومن سمات اهل هذه القرية الضيافة والكرم والوجه البشوش سواء كان من الفلاحيين اهل البلاد او الصعايدة الوافدون فجميعهم هناك سواء واختلطوا وامتزجوا ببعض ، وتشارك النساء الرجال في العمل بالزراعة وتربية الماشية ، وما يلفت النظر انك تجد الرجال بعد عودتهم من اعمالهم يمسكون بالصنارة قاصدون الترعة او البحر كما يسمونها لاصطياد الاسماك والجلوس علي اطرافها .

وكانت بيوت هذه القرية قديما من الطين كمثل اي قرية من قرى مصر وتطورت الهيئة العمرانية للقرية واختلفت عن ما سبق لتبني البيوت الخرسانية وتشيد المباني العالية لكنها في المعظم لا تعلو البيوت عن خمسة طوابق وهي بيوت واسعة المساحة تدخلها الشمس
ويقع بالقرية سوق يخدم اهل القرية يباع فيه الخضروات والفاكهة وما يلزم البيوت من احتياجات وهو ثابت كل يوم .

بقلم /محمد جمال سباق ابوالطقيشي الحويطي

السبت، 16 سبتمبر 2017

العرابات المدفونة في اعين المؤرخين


العرابات المدفونة في اعين المؤرخين



________

16-9-2017
ذكر المستشرقون قديما ان ما بين العرابة المدفونة وأقرب نقطة من النيل "سبعة الاف وخمسمائة متر " وهي عبارة عن خمسة أميال ويظهر ان النيل أكل من الشاطيء الشمالي وتحول عن الشاطيء الاخر كما يحصل ذلك في نقط كثيرة من وادي النيل في كل سنة ,,ثم انه كان حول هذه المدينة ارض خصبة صالحة للزرع وبسبب الاهمال وتغير الاحوال صارت الرمال تسطو هناك كل سنة وتغطي الارض شيأ فشيأ حتى افسدت ارضها بالكلية فخربت البلد وفارقها اهلها من زمن مديد ،


والان في محل المدينة قريتان احداهما تسمى "الخربه" والاخرى "الخرابة" وهما عرضة لتسلط الرمال عليهما والسبب الموجب لسيلان الرمال في هذه الجهة هو ان مقابلة ابيدوس وادياً متسعا تنسف الارياح منه الرمال وتنشرها علي الارض وكان الاراضي والبلاد والمباني في الازمان السالفة محفوظة من ذلك اما بترع تجرى فيها المياه وتظهر كل سنة واما بابنية من الأجر سميكة يختلف ارتفاعها باختلاف الحاجة

ومن عجائب صحرائها ما ذكره المؤرخ "استرابون" ان الواحة الاولي من الثلاث واحات التي في صحراء ليبيا هى في مواجهة مدينة "ابيدوس" علي مسافة سبعة ايام .

وقد وصفها "على باشا مبارك" صاحب الخطط ان العرابات المدفونة الان قرية من قسم برديس من مديرية جرجا في شرق تلول المدينة الاصلية وفي حافة الجبل وغربي بني حميل وبحري سمهود وأن اكثر اهلها مسلمون وتكسبهم من الزرع وفيها نخيل وأشجار ومساجد وقاصدها يسير اليها من البلينا في طريق وسط ارض الزراعة وفي أيام النيل يركب جسر برديس المبتدأ من البحر الي الجبل والمسافة ثلاث ساعات


والعرابات المدفونة اسم قديم كان يطلق علي اكثر من قرية ويربط اهل هذه القري هذا الاسم قديما في الوفيات والمواليد وعقود البيع والشراء وقد جاء حصرهم في التعداد السكاني تفصيلا وهما 
نجع السلماني والذي فصل عن العرابة المدفونة لتصبح قرية بذاتها تسمى السلماني في 1900.
ونجع العرابا والذي فصل ليصبح اسمه قرية بني منصور في 1905 وكانت العرابة المدفونة قديما تابعة للحرجة ثم فصلت باسم العرابا في1231 هج وهي بني منصور كما جاء في قرار الفصل .
ونجع الجعدرية او كما ذكر بتعداد 1882بالجعادرة والذي انفصل عن القرية ليصبح اسمه قرية ابيدوس.
ونجع غابة والهواشم والذي فصل عن القرية ليصبح اسمه قرية الغابات.


  على الهامش / لم تحظى بلد العرابات المدفونة باهمية لدي المؤرخين والرحالة وكان الاهتمام بها من جانب خاص وهو المنطقة الاثارية والمعابد الفرعونية التي تنعم بها اما المعلومات الاجتماعيه والبيئيه والتاريخيه عن المجتمع بها لم يحظي بنفس الاهتمام بل همش ولذلك حاولت ان انتقي ما جاء عنها بيئيا وجغرافيا بعيدا عن الاثار وما جاء عنه .


محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي،

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

كتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز (رفاعة الطهطاوي)

كتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز (رفاعة الطهطاوي)


سافر الشيخ رفاعه رافع الطهطاوي الي باريس مبعوثا لتلقى العلوم الحديثة والفنون الموجودة بهذه المدينة ويذكر الشيخ ان من اسباب كتابتة لهذا الكتاب العظيم هو اشارة بعض الأقارب والمحبين ولا سيما الشيخ والامام حسن العطار لولعه بسماع عجائب الاخبار والاطلاع علي غرائب الاثار وان يكتب عن كل ما يصادفة من الامور الغريبة والاشياء العجيبة وان يكون كتابا نافعا في كشف القناع عن محيا هذه البقاع وليكون اول كتاب عربي عن هذه المدينة واهلها وتاريخها
وقد استهل الشيخ رفاعة مقدمة كتابه بالافتخار بنسبة قائلا : العبد الفقير رفاعة ابن المرحوم السيد بدوي رافع الطهطاوي بلدا ، الحسيني القاسمي نسبا ، الشافعي مذهبا

وعن سبب تسميته لهذه الرحلة فيقول سميتها "تخليص الابريز في تلخيص باريز" او "الديوان النفيس بايوان باريس" وقد رتبتها علي مقدمة وفيها عدة ابواب وعلي مقصد وفيه عدة مقالات وكل مقالة فيها عدة فصول او كتب مشتملة علي فصول وعلي خاتمة.
_______
محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي

وصف العرابا المدفونة قديما


Image may contain: 1 person, smiling, standing, mountain, sky, outdoor and nature
ذكر المؤرخ "استرابون" ان الواحة الاولي من الثلاث واحات التي في صحراء ليبيا هى في مواجهة مدينة "ابيدوس" علي مسافة سبعة ايام ..
ووصف "على باشا مبارك" صاحب الخطط ان العرابات المدفونة الان قرية من قسم برديس من مديرية جرجا في شرق تلول المدينة الاصلية وفي حافة الجبل وغربي بني حميل وبحري سمهود وأن اكثر اهلها مسلمون وتكسبهم من الزرع وفيها نخيل وأشجار ومساجد وقاصدها يسير اليها من البلينا في طريق وسط ارض الزراعة وفي أيام النيل يركب جسر برديس المبتدأ من البحر الي الجبل والمسافة ثلاث ساعات
*الصورة لى اثناء رحلة في صحاري العرابا المدفونة بعيد الاضحى هذا العام
محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي،