العرابات المدفونة في اعين المؤرخين
________
16-9-2017
ذكر
المستشرقون قديما ان ما بين العرابة المدفونة وأقرب نقطة من النيل "سبعة
الاف وخمسمائة متر " وهي عبارة عن خمسة أميال ويظهر ان النيل أكل من
الشاطيء الشمالي وتحول عن الشاطيء الاخر كما يحصل ذلك في نقط كثيرة من وادي
النيل في كل سنة ,,ثم انه كان حول هذه المدينة ارض خصبة صالحة للزرع وبسبب
الاهمال وتغير الاحوال صارت الرمال تسطو هناك كل سنة وتغطي الارض شيأ فشيأ
حتى افسدت ارضها بالكلية فخربت البلد وفارقها اهلها من زمن مديد ،
والان في محل المدينة قريتان احداهما تسمى "الخربه" والاخرى "الخرابة"
وهما عرضة لتسلط الرمال عليهما والسبب الموجب لسيلان الرمال في هذه الجهة
هو ان مقابلة ابيدوس وادياً متسعا تنسف الارياح منه الرمال وتنشرها علي
الارض وكان الاراضي والبلاد والمباني في الازمان السالفة محفوظة من ذلك اما
بترع تجرى فيها المياه وتظهر كل سنة واما بابنية من الأجر سميكة يختلف
ارتفاعها باختلاف الحاجة
ومن عجائب صحرائها ما ذكره المؤرخ
"استرابون" ان الواحة الاولي من الثلاث واحات التي في صحراء ليبيا هى في
مواجهة مدينة "ابيدوس" علي مسافة سبعة ايام .
وقد وصفها "على باشا مبارك"
صاحب الخطط ان العرابات المدفونة الان قرية من قسم برديس من مديرية جرجا
في شرق تلول المدينة الاصلية وفي حافة الجبل وغربي بني حميل وبحري سمهود
وأن اكثر اهلها مسلمون وتكسبهم من الزرع وفيها نخيل وأشجار ومساجد وقاصدها
يسير اليها من البلينا في طريق وسط ارض الزراعة وفي أيام النيل يركب جسر
برديس المبتدأ من البحر الي الجبل والمسافة ثلاث ساعات
والعرابات المدفونة اسم قديم كان يطلق علي اكثر من قرية ويربط اهل هذه
القري هذا الاسم قديما في الوفيات والمواليد وعقود البيع والشراء وقد جاء
حصرهم في التعداد السكاني تفصيلا وهما
نجع السلماني والذي فصل عن العرابة المدفونة لتصبح قرية بذاتها تسمى السلماني في 1900.
ونجع العرابا والذي فصل ليصبح اسمه قرية بني منصور في 1905 وكانت العرابة
المدفونة قديما تابعة للحرجة ثم فصلت باسم العرابا في1231 هج وهي بني
منصور كما جاء في قرار الفصل .
ونجع الجعدرية او كما ذكر بتعداد 1882بالجعادرة والذي انفصل عن القرية ليصبح اسمه قرية ابيدوس.
ونجع غابة والهواشم والذي فصل عن القرية ليصبح اسمه قرية الغابات.
على الهامش / لم تحظى بلد العرابات المدفونة باهمية لدي المؤرخين والرحالة وكان الاهتمام بها من جانب خاص وهو المنطقة الاثارية والمعابد الفرعونية التي تنعم بها اما المعلومات الاجتماعيه والبيئيه والتاريخيه عن المجتمع بها لم يحظي بنفس الاهتمام بل همش ولذلك حاولت ان انتقي ما جاء عنها بيئيا وجغرافيا بعيدا عن الاثار وما جاء عنه .
محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق