الجمعة، 10 مارس 2017

العصا بصعيد مصر موروث الاجداد الفاتحون - كتبه الحويطي

العصا بصعيد مصر موروث الاجداد الفاتحون


10-2-2017

إرتبط أهل الصعيد خاصة الغني منهم والفقير بالإمساك بالعصا في أيديهم بالمناسبات وعند مرورهم بالطرقات، واصبحت عادة لدي الجميع من سكان هذه المنطقة الجغرافيه ، وببحث قد اجريته بين تشابهه عادات اهل الصعيد وبين العرب بالجزيرة العربيه تبين ان العصا هي من مورثات اهل الصعيد عن اجدادهم الفاتحون من العرب والذين نقلو الحياه الإجتماعيه التي كانو عليها بالجزيرة العربية وأرض اليمن الي أماكن إستقرارهم في مصر عامة وبما أن أهل الصعيد تشكلت منهم غالبية من هذه القبائل العربية والتي تنتشر في بقاع أرض صعيد مصر تميزوا واتسموا بها،،،

وفي التعريف بالعصا قال العالم اللغوي والاديب بن دريد (رحمه الله ) إنما سميت العصا عصا لصلابتها مأخوذة من قولهم : عص الشيء وعَصَا وعَسَا إذا صلب ، والعصا عود من الخشب تتنوع اشكاله

وللعصا بصعيد مصر مسميات عديده تختلف من محافظة لاخرى ومن مركز لاخر ولكن يبقي منافعها واحدة ومتعدده وارتبطت بالقدم بمهنة رعى الاغنام ، وتستخدم احيانا للإتكاء عليها ، والإشارة بها ، ومنها يستخدم كحماية من الكلاب الضاله وازاحة الأزى بالطرقات ومنها مأرب أخرى ، وقد جاء ذكر العصا في القران الكريم في موضع قصة سيدنا موسى مع فرعون }وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى { (طه:17)

كما ان من إستخدامات العصا بالصعيد في القتال فيما بينهم او كما تعرف بالعِراك وهو ما يتشابهه أيضا عند العرب قديما
وقد قيل ان العرب كانت تقاتل بالعصا ، فلهذا قال الأعشى ميمون بن قيس ابن جندل في قصيدته
وَرَأَت بِأَنَّ الشَيبَ *** جانَبَهُ البَشاشَةُ وَالبَشارَه
لسنْاَ نُضَارِبُ بالعِصِيِّ *** ولا نُقاذِفُ بالحِجَارَه
إلا بِـكُلِّ مـُهَندٍ *** عَضْبٍ من البِيض الذكارة

وفي تفسير الامام القرطبي اشار الي العصى ومنافعها:
بان ابن عباس، قال: إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا، وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني، وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها، وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة، وأقاتل بها السباع عن الغنم. اهـ

وقد ورد ذكر العصا بمواضع كثيره ومختلفه بالسيرة النبويه بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابه وكان يضرب بها الامثال خاصة لانها من الثوابت التي يعتادون عليها في حياتهم اليوميه ومنها ما جاء

عن أنس بن مالك انه قال : أنَّ أُسيدَ بنَ حضيرٍ ورجلًا آخرَ مِن الأنصارِ تحدَّثا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةً حتَّى ذهَب مِن اللَّيلِ ساعةٌ في ليلةٍ شديدةِ الظُّلمةِ ثمَّ خرَجا مِن عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينقلِبانِ وبيدِ كلِّ واحدٍ منهما عصاه فأضاءت عصا أحدِهما لهما حتَّى مشَيا في ضَوئِها حتَّى إذا افترَقت بهما الطَّريقُ أضاءت بالآخَرِ عصاه فمشى كلُّ واحدٍ منهما في ضَوئِها حتَّى بلَغ أهلَه - صحيح ابن حبان

كتبه / محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي


ليست هناك تعليقات: