13-3-2017
عٌرف عن العرب قديما بأنهم يتخيرون النسب ، ومن الصعب عندهم أن تجد أحد أفراد القبائل يتزوج من غير العرب أو من قبائل غير متعارف بنسبها كفء لنسبهم وكان اذا تجرأ وفعل ذلك يتم حرمانه من إنتمائه للقبيلة او من إرث اجداده بسبب مخالفته لهذا الأمر والذي يعد حفاظا علي نقاء وصفاء العرق ،وكانوا يميزون بين ابناءه وبين ابناء غيره من قومة بسبب خلط نسبه بنسب ليس كفء ، وقد ذكر في التاريخ ان "النعمان بن المنذر" رد طلب "كسرى" لما طلب منه تزويجه لأحدى بناتة من احد ابنائه لهم بل ..واشتهر عند رفضهم النسب ان يقال « العرق دساس ياولدي » وقد جاء هذا المعنى بانه حديث نبوي وقد ضعفه اغلب الأئمة لكنه جاء بمعنى اخر لا يختلف عن المقصد
وقد فسر السفاريني في غذاء الألباب بقوله: وقوله "اي في الحديث": فإن "العرق دساس" أي دخّال بالتشديد، لأنه نزع في خفاء ولطف، ومعناه أن الرجل إذا تزوج من منبت صالح، جاء الولد يشبه أهل الزوجة في الأعمال والأخلاق وعكسه..
وبمعجم المصطلحات الفقهيه عرف "العرق" بانه أصل الشيء والمعنى هو تحري الدقة في اختيار الزوج للزوجة والعكس لأن الصفات الإنسانية يتوارثها الأبناء
وقد تواتر عند العرب أيضا قولهم : « الولد وإن طاب طيبه من خواله عن الخوال يٌسال قبل الوالدين» ، وهو ما يؤكد ان العرب كانو ينشدون ويشددون في الزواج وإختيار أهل الزوجة قبل الزوجه باكثر عناية وكفاءة لان صفات الأبناء تعود لخوالهم اي لقوم أمهم، وتعتبر الصفات التي يحرصون علي الأبتعاد عنها هي شهرة من يقدم علي مصاهرتهم بالحَقَارَةٌ ,و الخَساسة ,والخُنُوعٌ ،والبخل، والجبن فمن المعروف ان عكس هذه الصفات اشتهرت بها العرب فكان من المرفوض عندهم ان يتصف الرجال بما يخالفها .
وهناك مثل متعارف عليه في مصر وعند العرب بان « العرق يمد لسابع جد» وبهذا المثل تجسد مفهوم الناس للأنساب وخوفهم من اختلاطها وحتي لا يختلف سلالتهم العريقة بالزواج من غير العرق العربي ليصل بهم الحال تتبع الصفات حتى ابعد جد من ممكن ان تصل اليهم معلومة عنه او عن سيرته وحياته وصفاته
وفي عهود سابقة كان هذا المقياس هو أحد الأساسيات في عمليات المصاهرة والزواج وهناك من يتبع ذلك الي الان من القبائل التي مازالت محافظة علي هذه التقاليد المتوارثة
كتبة/ محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق