العمامة بالصعيد
.. تاج العرب
15-3-2017
اشتهر أهل الصعيد بعمامتهم التي ترمز لهم في هذا
المكان الجغرافي من مصر ،وتستطع ان تميز ما اذا كان هذا الرجل من صعيد مصر او
غيرها من عمامتة التي يرتديها ، وللعمامة هناك وضع خاص في نفوس الرجال حيث يفتخر
بارتدائه لها ويتزين بأفضلها بالمناسبات كما انه من عاداتهم أن لا يخلع الرجال
العمامة الا عند النوم او عند الموت
وترجع أصل عمامة أهل الصعيد الي أجدادهم
الفاتحون من قبائل العرب حيث ورثوا تقاليد ارتداء العمامة منهم وظلوا عليها ولم
يتخلوا عنها أبدا مع مرور الزمن والقرون العديدة ، بل واصبحت زي رسمي تُزين بها رؤس
الرجال في هذه المنطقة للعرب منهم وغير العرب ،
ويرتدي أهل الصعيد العمامة البيضاء وهي المتعارف
عليها عند العرب وقت الفتح لمصر وقد كانت شائعة في الجاهلية وصدر الإسلام بهذا
اللون، وكانت الملابس البيض عامة مرغوبا فيها في الإسلام وجاء في الحديث أن الرسول
ﷺ قال :"البسوا البياض، فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها أمواتكم". وقد لبس كثير
من الصحابة العمائم البيض تأسياً بالرسول ﷺ
و
"العمامة" هي فخرهم وعزهم وأفخر ملبس يضعونه على رؤوسهم وقد ورد عن عمر
رضى الله عنه قوله: "العمائم تيجان
العرب " وهي تعد عادة من عادات العرب. خاصة العرب أصحاب الجاه والمكانة
والنفوذ من حضر وبادية، فانها تميزهم عن بقية الناس بلبسها ،
وكان يقال: اختصت العرب من بين الأمم بأربع:
العمائم تيجانها، والدروع حيطانها، والسيوف سيجانها، والشعر ديوانها
"
فهي
تعبر عن شرف الرجل وعن مكانته، فإذا اعتدي عليها أو أهينت، لحق الذل بصاحبها،
وطالب بإنصافه وبأخذ حقه. وإذا أهين شخص أو شعر بإهانة لحقت به، ألقى بعمامته على
الأرض، ونادى بوجوب انصافه
وذكر ان الصميل
بن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن قد قدم الأندلس في أمداد الشام فرأس بها فأراد أبو
الخطار أن يضع منه فأمر به يومًا وعنده الجند فشتم وأهين فخرج وعمامته مائلة فقال
له بعض الحُجاب: ما بال عمامتك مائلة فقال: إن كان لي قوم فسيقيمونها وبعث إلى
قومه فشكا إليهم ما لقي.
فقالوا: نحن لك تبع
فقالوا: نحن لك تبع
وكان
يلقب العرب قديما الرجال بها لأستحسانهم
في لف العمامة او طولها او نوع الأقمشة فيعرف بها ومنهم سعيد بن العاص ولقب ب"ذا العمامة"،
وهذا اللقب متواتر في صعيد مصر حيث يذهبون في تسمية بعض الرجال ب"أبوعمامة"
لنفس الأسباب
وتختلف
العمامة عند العرب قديما بحجم العمامة وألوانها باختلاف العمر أيضا. فللشباب عمائم
تميزهم عن الكهول والشيوخ. كما يختلفون عنهم في اختيار ألوان الألبسة وكانت تختلف
من منطقة قبلية لاخرى. وذكر ان الرسول كانت له عمامة تسمى السحاب، وكان يلبسها ويلبس
تحتها " قلنسوة ". وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة.
وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه.
وهذا
الاختلاف الذي كان عند العرب من بين قبيله لأخرى موجود في صعيد مصر حيث يختلف
حجمها ونوع لفتها من مركز لاخر ومن محافظة لاخرى وهذا يرجع لسكان المكان نفسه من
اي القبائل او بحسب القبائل التي سادت هذه المنطقة
وقد
تطورت العمامة بتطورات كثيره ومختلفه على مدى العصور وهناك من بلاد العرب من تخلو
عنها ، واستبدلوها "بالعقال" وهو معروف لدي بلاد الخليج والشام و لم تصل
هذه الأحدثيات لأهل الصعيد وقد إحتفظو
بإرث اجدادهم وبشكل ولون عمامتهم وقت الفتح ، وكذا أهل الحجاز و عمان
واليمن
والسودان وبعض المناطق بموريتانيا وليبيا
احتفظوا بالعمامة العربية
وان
اختلفت بعض الشيء في اللون او الهيئه لكن صفة العمامة بموروثها مازالت لديهم كما
هو عند اهل صعيد مصر.
بحث بقلم/محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي
هناك تعليق واحد:
جزاك الله عنا كل خير سلمت سلمت
إرسال تعليق