طالعت منذ وقت لدفاتر الوفيات قبل 125 عام من وقتنا هذا، وذلك لعدد 24 قرية من قرى محافظة (سوهاج) عامة ، وكان من الملفت للانتباه أن صفحات كاملة من وفيات عام 1902 كان سبب الوفاة هو "مرض الكوليرا" اللعين الذي فتك بأسر كاملة وعوائل من كافة البلاد, ومن مختلف الأعمار ، ولأسماء قد لا يتذكرها أهل القرى اليوم ولا يعرفون عنها شيء .
وبالرجوع إلى مصادر تاريخية لحوادث هذا العام ،وجدت أن مرض الكوليرا عاد إلى مصر ليفتك بها في عام 1902م وفى تلك المرة بدأ الانتشار من معسكر الإنجليز في التل الكبير، وقضي على أغلب الجنود، ثم انتقل إلى بلدة القرين بالشرقية، ومنها إلى باقي مصر، وفى تلك المرة قضى على ما يقرب من 35 ألف شخص.
وبحسب ما يؤكده المؤرخ المصري عبد الرحمن الرافعي في كتابه (مصر والسودان في اوائل عهد الاحتلال) في الفصل الأول والذي يتحدث عن الوباء الجديد الذي هاجم مصر وكان يطلق عليه العامة "الهيضة أو الشوطة" أنه وباء الكوليرا الذي ظهر في بدمياط يوم 22 يونيو 1883 . وهو من الآفات التي أصابت البلاد عقب الاحتلال ،وقد أجمعت البعثات الطبية التي جاءت إلى مصر لفحص هذا الوباء أنه وافد من الهند وقد سرى الوباء من( دمياط إلى المدن الأخرى، وانتشر بالاخص في شربين والمنصورة وطلخا وسمنود والمحلة الكبري وطنطا وزفتى وميت غمر والسنبلاوين ومنوف وكفر الزيات ودمنهور وكفر الدوار والاسكندرية ورشيد وبورسعيد والإسماعيلية والسويس والزقازيق ثم القاهرة وبنها والجيزة وبني سويف والمنيا وأسيوط وجرجا وقنا) وفتك بكثير من البشر في مصر وخارج مصر.
محمد جمال سباق الحويطي،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق