رحلة حج ( أمير إقليم الصعيد وعربان الهوارة بوجه قبلي) الأمير داود بن عمرالهواري في سنة 935 هـ
نقلا لما ذكره الرحالة الجزيري المتوفي في سنة 977هـ
الأمير
داود بن أحمد بن يونس بن إسماعيل بن يوسف بن عمر الهواري ، أمير إقليم الصعيد ، وعربان
هوارة بالوجه القبلي ، حج في سنة خمس وثلاثين وتسع مئة من طريق البحر وصحب معه جماعة
من أقاربه وزوجتان له ‘إحداهما ابنه عمه الأمير على بن منصور بن يونس بن عمر ، واخوها
منصور ، في تجمل زائد ، فسكن بسويقة الشامي ، ونزلت إحدى زوجتيه في بيت العيني وتوجه
القضاة للسلام عليه في منزلة بإزاء المسجد الحرام فلم يروا منه القيام والاكرام، فتوقف
كثير من الناس عن التوجه اليه واراد هو التوجه لصاحب مكة السيد الشريف أبي نمي بن بركات
بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان وارسل اليه يخبره بذلك ، ثم طرأ له عدم التوجه اليه
لكونه لم يلتفت اليهم .
فيلغ الشريف ذلك ، فـأرسل إليه من الأغنام
خمسين رأسا وهدية من القماش وغير ذلك فجهز إليه ابن عمر خيولا وتحفا كان أعدها له وكتب
أسماء أرباب الوظائف وغيرهم من الفقهاء والمستحقين في قائمة على أن يعطى لكل نفر ويبة
من القمح ، فإنه وصل معه عدة جلاب مشحونة بالقمح وغيره وفرق دراهم على أرباب الوظائف
من القضاة والأئمة والفقهاء ، وأرباب الشعائر بالمسجد الحرام .
يقال : نحو ألف دينار
، وعلي الفقراء الآفاقية المجردين مثلها ولم يجد من يشير عليه بحسن تفريقها ، فإنها
كانت تعم أهل مكة.
وتوفيت
ابنة عمه التى هي إحدى زوجاته ابنة على بن منصور بن يونس بمنى المعظم ، وحملها الي مكة فدفنت بالمعلاة وكان عوده مع الركب من البر
في خامس عشر الحجة وفي ولاية تنم من مغلباي على الركب ، بعد أن أمر بتفرقة الف ومئتي
إردب من القمح بجدة علي أهل مكة وكتب له صاحبنا الشيخ شمس الدين محمد أبو زرعة المنوفي
نزيل مكة رحمة الله تعالي - قائمة بأسماء المستحقين لذلك ، فعين لكل نفر إردبا ، وأنقص
من ذلك ، وأقام أمير الركب المصري في هذه السنة ثمانية عشر يوما ، وكان توجهه يوم السادس
عشر من مكة فتقدمه الأمير داود بن عمر بيوم إلى الوادي.
قدمه لكم/ محمد جمال سباق الحويطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق