السبت، 29 يونيو 2019

الكاميرا وخدش الحياء ، والفاروق عمر


الكاميرا وخدش الحياء ، والفاروق عمر 

نتيجة بحث الصور عن تصوير كاميرا الموبايل
كتب/ محمد جمال سباق الحويطي
جلست في الأتوبيس  وبجواري شاب يمسك بهاتفه ويلتقط صورًا بالطريق للأماكن التي يمر بها الأتوبيس، أو التي يقف عندها، وكذلك الناس التي تسير ، ومن بين هذه المشاهد التي استوقفتني: عندما نظر لأعلى ليلتقط صورة لأمرأة تقف في شرفة منزلها الاثري وتنشر الملابس.
 فقولت له :أنت بتصورها ليه ؟ فرد على قائلًا: عندي صفحة على الفيس بعرض فيها الصور الطبيعية والغريبة واللي لها موضوع.

فقولت له: لكن هذه خصوصية ! إنها سيدة تقف في بيتها تنشر ملابسها دون أن تجرح أحد، فلماذا تجرح خصوصيتها !

فنظر لي وقال : وانت ليه اخذت الموضوع من هذه الزاوية ؟ هناك صور كثير مشابهه وما في حد فكر تفكيرك !

قولت له أن الوضع لو أخذ بهذه النظرة البسيطة لأصبح مجتمعنا مجتمع يخدش الحياء ويتطفل علي الخصوصية ،ويقدم للناس اسوأ صورة ويستخدم التقنية في اسوأ استخدام.

وتذكرت ما جاء في التاريخ عند فتح مصر ،وبناء القبائل خططها في الفسطاط وكانت البيوت عبارة عن احواش متساوية لا يعلو أحدهم الأخر حتى لا يكون هناك خدش لحياء الجار ،ولقد روى أن : خارجة بن حذافة أول من بني غرفة بمصر( أي اعتلى دور ثاني في البناء) ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إلى عمرو بن العاص : "سلام أما بعد فانه بلغني أن خارجة بن حذافة ،بنى غرفة ولقد أراد خارجة ان يطلع علي عورات جيرانه ، فاذا اتاك كتابي هذا فاهدمها ان شاء الله والسلام ".

الجمعة، 14 يونيو 2019

رحلة حج ( أمير إقليم الصعيد وعربان الهوارة بوجه قبلي) الأمير داود بن عمرالهواري في سنة 935 هـ


 رحلة حج ( أمير إقليم الصعيد وعربان الهوارة بوجه قبلي) الأمير داود بن عمرالهواري في سنة 935 هـ


نقلا لما ذكره الرحالة الجزيري المتوفي في سنة 977هـ

الأمير داود بن أحمد بن يونس بن إسماعيل بن يوسف بن عمر الهواري ، أمير إقليم الصعيد ، وعربان هوارة بالوجه القبلي ، حج في سنة خمس وثلاثين وتسع مئة من طريق البحر وصحب معه جماعة من أقاربه وزوجتان له ‘إحداهما ابنه عمه الأمير على بن منصور بن يونس بن عمر ، واخوها منصور ، في تجمل زائد ، فسكن بسويقة الشامي ، ونزلت إحدى زوجتيه في بيت العيني وتوجه القضاة للسلام عليه في منزلة بإزاء المسجد الحرام فلم يروا منه القيام والاكرام، فتوقف كثير من الناس عن التوجه اليه واراد هو التوجه لصاحب مكة السيد الشريف أبي نمي بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان وارسل اليه يخبره بذلك ، ثم طرأ له عدم التوجه اليه لكونه لم يلتفت اليهم .
 فيلغ الشريف ذلك ، فـأرسل إليه من الأغنام خمسين رأسا وهدية من القماش وغير ذلك فجهز إليه ابن عمر خيولا وتحفا كان أعدها له وكتب أسماء أرباب الوظائف وغيرهم من الفقهاء والمستحقين في قائمة على أن يعطى لكل نفر ويبة من القمح ، فإنه وصل معه عدة جلاب مشحونة بالقمح وغيره وفرق دراهم على أرباب الوظائف من القضاة والأئمة والفقهاء ، وأرباب الشعائر بالمسجد الحرام .
يقال : نحو ألف دينار ، وعلي الفقراء الآفاقية المجردين مثلها ولم يجد من يشير عليه بحسن تفريقها ، فإنها كانت تعم أهل مكة.

وتوفيت ابنة عمه التى هي إحدى زوجاته ابنة على بن منصور بن يونس بمنى المعظم ، وحملها  الي مكة فدفنت بالمعلاة وكان عوده مع الركب من البر في خامس عشر الحجة وفي ولاية تنم من مغلباي على الركب ، بعد أن أمر بتفرقة الف ومئتي إردب من القمح بجدة علي أهل مكة وكتب له صاحبنا الشيخ شمس الدين محمد أبو زرعة المنوفي نزيل مكة رحمة الله تعالي - قائمة بأسماء المستحقين لذلك ، فعين لكل نفر إردبا ، وأنقص من ذلك ، وأقام أمير الركب المصري في هذه السنة ثمانية عشر يوما ، وكان توجهه يوم السادس عشر من مكة فتقدمه الأمير داود بن عمر بيوم إلى الوادي.

قدمه لكم/ محمد جمال سباق الحويطي