السبت، 6 أكتوبر 2018

بطولة " ثلاثة اشقاء " من ابناء سوهاج شاركوا في نصر اكتوبر المجيد


بطولة " ثلاثة اشقاء " من ابناء سوهاج شاركوا في نصر اكتوبر المجيد



كتب – محمد جمال سباق الحويطي
كل أسرة تُوَجها الفخر بمشاركة أو استشهاد أحد أبنائها في حرب اكتوبر المجيدة ، إلا أسرة الشيخ محمد ابراهيم بكر الحويطي ، أحد أعلام محافظة سوهاج وقبيلة الحويطات، ومن رجال الدين والعلم ،والمأّذون الشرعي لقرية "عرابة ابيدوس" التابعة لمركز البلينا، هذا الرجل الوطني الذي أعطاه الله ست من الرجال وبنتين ، قدم ثلاث من ابنائه ليكونوا أحد أفراد الجيش المصري وقت حرب اكتوبر المجيدة، والاخرون كانوا في المدارس وقت ذاك، لكنهم التحقوا بالجيش بعد الحرب جميعًا ،لأنهم نشأوا في بيت ضرب مثلا في الوطنية والشجاعة، (ابراهيم وعيسى وموسى) أسماء من الأعلام الذين كتبهم التاريخ وسجلتهم الدراسات الحربية، أخوة ثلاث غابوا عن دفيء البيت والراحة والرفاهية ليكونوا بين صفوف الجيش الوطني ،وعزموا علي إخراج العدو من الأرض وتطهيرها من شرورهم ، وقدموا أروحاهم فداء للوطن .

البطل الأول : ابراهيم محمد ابراهيم - من مواليد سنة 1946- تجنيد 2سبتمبر1968 كان قائد دبابة في سيناء- عمل قبل التحاقه بالجيش مدرس في مدرسة بنى منصور القديمة حتى ترقيته ليصل مدير بالتربية و التعليم علي المعاش حاليًا.
البطل الثاني :عيسى محمد ابراهيم  – من مواليد سنة 1950 – تجنيد بداية 1973 سلاح سكرتارية عسكرية في منطقة دهشور  - عمل قبل التحاقه بالجيش مدرس في معلمين طهطا حتى ترقيته لمدير في ادارة غرب القاهرة التعلمية الى وفاته رحمه الله.
البطل الثالث: موسي محمد ابراهيم – من مواليد سنة 1953 – تجنيد 1972 سلاح اشارة لحماية السد في اسوان - موظف في مجلس المدينة حتى وصل مدير شبكة مياه العرابة بالمعاش حاليًا.

 كان الأب الشيخ محمد ابراهيم رجل لم تكن الابتسامة تفارقه حتى عند سماع خبر إصابة ابنه الأكبر (ابراهيم) وكانت الإصابة خطيره في صدرة ،وقد حاول الأب بكل الطرق قبل تركِه للبيت للتوجه لابنه بالمستشفى للقاهرة ؛أن يطمن أفراد عائلته وأصدقائه وجيرانه في هدوء منه وإيمان بقضاء الله وقدره كعادته ،حيث كان البيت هو مقصد لأخبار الحرب للناس بالقرية ونقطة تواصل واتصال في هذه الفترة العصيبة، وكانت الأم مثال يقتدى به في الصبر ،فهي يغيب عن حضنها ثلاث من أبنائها ويصيب أكبرهم في هذه الحرب التي لا يعرف وقتها ما المصير ومتى نهايتها، وكانت ملازمة لأطفالها ولم تستطع أن تتركهم بدون رعاية منها، فذهب الشيخ محمد ابراهيم تاركًا بيته ومعه أمه -جدة الأبطال- وكانت بمثابة أم ايضًا لهم فيقال في الأمثال (عِز الوِلد وِلد الوِلد) متوجهين الى القاهرة لزيارة البطل ابراهيم المصاب في مستشفى القصر العيني والذي لازم المستشفى ثلاث أشهر، حتى أتم الله شفائه و عاد لوظيفته بعد النصر العظيم ، كان النصر وخروج العدو من الأراضي المصرية هو الخبر الذي أبهج أسرة الشيخ محمد ابراهيم ،والمصريين، والشارع العربي جميعًا ،وكان عودة الأخوة الثلاثة سالمين إلى قريتهم ودارهم بين أخواتهم هو نصر وفخر لازم الأب والأم طوال حياتهم إلى وفاتهم وأورثوه لأبنائهم وأحفادهم جيل بعد جيل.


الوالد العالم / محمد ابراهيم بكر الحويطي









رابط المقال علي موقع دنيا الوطن
 http://donyaelwatan.com/d.aspx?id=17350 
ـــــــــــــــــــــــــــ
باحث وكاتب تاريخي
m.g.sebaq@gmail.com

ليست هناك تعليقات: