القول الماس في كتاب "الدرر الذهبية" المتعطش له الناس
كتب- محمد جمال سباق الحويطي
انتهيت من قراءة كتاب الدرر الذهبية في اصول الامة العربية ،بأجزائه الثلاث ، وهو بحق درة مكنونة في علم الأنساب والتراجم ، أحد أهم الكتب الحديثة التي برزت في السبعينات ؛في وقت لم يكن يهتم أحد بهذا العلم أو بأهله ،والذي لم يستغنى أي باحث أو دكتور بالجامعات المصرية والعربية من الاستعانة به كمصدر رئيسي في كتابتهم عن القبائل والدور الاجتماعي لهم في مصر.
فقد أرخ لقرى الصعيد خاصة وأنسابها وفروعها وترجم لرجالها ووضع الوثائق والمخطوطات كبرهان ساطع لكل سائل أو جاهل ، فكان هذا الكتاب فريداً من نوعه ليس له بشبيه ،فهو من الكتب الحديثة ذات الطابع والشكل والأسلوب المختلف الذي ميز صاحبه عن غيره ، وما يلفت الانتباه أن المؤلف رحمه الله (الشيخ محمد أبوعيد الهاشمي) كان دائمًا يخاطب القارئ والباحث معاً في كل حديثاً له، متيقن و مؤمن أن الباحث لابد أن يعي ما جاء فيه ويستعين به ،وأنه المقصود به، والكتاب موجه له ، وهو ما كان.
وقد تناول الشيخ رحمه الله أنساب الأشراف ودورهم في مصر وتاريخهم الحافل، كما سلط الضوء علي النقابة وتأسيسها وتاريخها قديماً وحديثاً، ودورها واركانها وعواقبها ومشاكلها ،وعرض تسلسل النقباء في مصر ودورهم وعملهم واصلاحاتهم ،وهو يعد موضوع هام ونادر تناوله في كتب الأنساب ، كما تناول أنساب القبائل العربية و الهوارية ودورهم الساطع في بلاد مصر وقراها ، دون أن يفرق بين هذا وذاك أو أن يرفع نعرات القبلية في كتابه .
والمدهش عند قراءتك واطلاعك على كتابه الدرر الذهبية، تجد الشيخ وقّاف عند كل خطأ ،متأني في كل معلومة، فتلاحظ دائمًا في الجزء الثالث والذي طبع في عام 1998م أنه عرض ما جاء في صحف أو في خطابات رسمية موجها له بشأن كتابه سواء من أيد ورحب أو من هاجم أو من انتقد رأي، ثم موضحًا تعليقه بأدب جم ،وأخلاق منبعه السنة النبوية ،وكان يراجع نفسه عند كل دليل يقدم له، فتصل بذلك أنك امام عالم جليل وليس مُريد أو عاشق فقط لهذا العلم.
وقد بدأت رحلتي في البحث عن هذا الكتاب الذي دائمًا أجد اسمه مذكوراً بالكتب و بأهم المراجع ، إلا أنه غير متوفر بيعه، ولم أجده عند احد ممن أتواصل معهم، فصعب الحصول عليه ، وعندما بحثت عن المؤلف لا عن الكتاب، وجدت أن المؤلف من مستوطني القرى الملاصقة لي، فكان الباحثين يلوموني على عدم تواصلي مع أسرته ،وعن اتاحة الكتاب للباحثين الذين لم يستطيعوا الحصول عليه لعدم وفرته بالمكتبات ، وقد دلني الله بابن الشيخ وهو الشيخ خالد بن محمد بن احمد أبوعيد الهاشمي ،القاطن بنجع الهواشم بقرية (الغابات)التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج ، وهو من محبي العلم وأهله ،وقد رحب بسعة صدر بطلبي ،و وفر للباحثين ما تبقي عنده من كتب والده ، وقد تناقشنا سويًا عن اعادة طبع هذا الكتاب الذي يسأل عنه القارئ ويتعطش له الباحثين، ليكون بين ايديهم ومتوفر في المكتبات ، ووعد الشيخ بذلك مع تعليقاته وتذيله للكتاب واخراجه بشكل يواكب هذا الزمن والحداثة .
رابط المقال على موقع المحرر العربي
http://elmoharer.com/singlePost/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%22%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%D8%A9%22-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%B7%D8%B4-%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق