الأربعاء، 30 مايو 2018

كيف تصرف المصريون مع درجات الحرارة المفرطة منذ 100 عام؟

كيف تصرف المصريون مع درجات الحرارة المفرطة منذ 100 عام؟

22-5-2018 | 14:53

محمود الدسوقي

أعلنت الصفحة الرسمية للهيئة العامة للأرصاد الجوية، في بيان لها أن اليوم الثلاثاء، أن مصر تشهد ارتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة، منذ عدة أيام، حيث يسود طقس شديد الحرارة نهارًا بأغلب المحافظات، ولتسجل درجة الحرارة الكبري 45 درجة بمحافظة قنا بصعيد مصر، وأوضحت الهيئة أنه من المتوقع أن تعود درجات الحرارة إلي المعدلات الطبيعية بداية من الجمعة المقبل.
وفي الماضي، تسببت حرارة الجو المرتفعة التي شهدتها مصر، في شهر يونيو عام 1918م منذ 100 عام، في وقوع الكثير من الحوادث التي نشرتها الصحف الصادرة آنذاك، حيث تسببت حرارة الجو المرتفعة في اشتعال النيران في عدة قري بمحافظات الغربية والدقهلية، وكادت تتسبب في كارثة محققة ، حين اشتعلت النيران في قطار منفلوط التابع لسلطة الاحتلال الإنجليزي، وهي الحادثة التي أجبرت الحكومة علي الاستعانة بوابور مطافى من أسيوط، للسيطرة علي الحريق الهائل.

وتنشر "بوابة الأهرام" أهم الحوادث، التي تسببت فيها موجة الحرارة المرتفعة ، التي ضربت مصر في شهر شعبان، وقبل دخول رمضان بأيام، والموافق شهر يونيو عام 1918م، بناء علي مارصدته الصحف المصرية، ومنها جريدة المقطم، التي كانت قريبة من سلطة الاحتلال الانجليزي، كما تنشر "بوابة الأهرام" أهم القرارات والقوانين، التي وضعها الاحتلال الانجليزي في استخدام طفاية الحريق، وكيفية أمساك العساكر للجرادل الممتلئة بالمياه، وهي الطريقة التي كانت متبعة في المدن الكبري فقط، وليس في القري.

رصدت "المقطم" من خلال مراسها في مدينة زفتي بالغربية، نشوب النيران وتدميرها لبعض القري، دون أن ترصد عدد الضحايا، وقال محمد سباق الحويطي باحث في التاريخ لــ"بوابة الأهرام"، إن جريدة المقطم وأرشيفها حوي في عام 1918م، حوادث اشتعال النيران التي نشبت في قرية المقدام بميت غمر، حيث دمرت النيران ثلثي منازلها ، وعزبة طوخ بمركز السنطة وغيرها من القري بالدلتا.

أوضحت المقطم نصا: "أن قرية المقدام بمركز ميت غمر" يونيو – شعبان، نشبت النار في القري، "روى مكاتبنا من زفتى أن النار شبت في قرية المقدام بمركز ميت غمر وكان شبوبها هائلا جداً فدمرت ثلثي منازلها وأصيب بعض أهلها ومواشيهم بحروق واحترق جانب من غلالهم وشبت النار في عزبة طوخ بمركز السنطة وجيء بوابور المطافي من طنطا وقد التهمت عشرة منازل .
وشبت نار في منزل ببندر زفتى ولما كان شبوبها في الطبقة السفلى منه لم يتمكن سكانه في الطبقة العليا من الخروج فأمر حضرة مأمور المركز بأن يوضع سلم على أحد جدران المنزل من الخارج وتسلقه رجال المطافي ، وأنقذوا السكان وقد حصروا النار فيه ومنعوا امتدادها فاستحقوا الثناء".

لم تكن في القري المصرية  في عام 1918، عربات اطفاء حريق، مثل المدن الكبري كالقاهرة والإسكندرية، لذا رصدت الصحف مجىء المطافىء من المدن ، فيما حدد قانون وزارة الداخلية الصادر عام 1906م قيام الشرطة بمتابعة الحرائق، والتي كانت تتم بشكل متعمد في الزروع، مع متابعة وإخماد الحرائق بكافة أسبابها، حيث حددت القانون أنه إذا حدث حريق، فعلي العسكري أن يفتح الطريق لمرور طلمبة الحريق، ويدل علي مكان الحريق، وعليه أن يمنع الأشخاص من استخدام طلمبة الحريق، ويجوز له أن يطلب من الأشخاص الأقوياء المساعدة في تشغيل الطلمبة ونقل الجردل الممتلئ بالمياه.

وأوضح الباحث الحويطي، أن قيام الأهالي بوضع الزروع وعيدان القطن علي سطوح منازلهم ، كانت سبباً رئيسياً لنشوب الحرائق لتعرضها للشمس الحارقة، لافتاً الى أن في ذات الشهر حدثت الحادثة الشهيرة وهو نشوب النيران في قطار تابع للقوات العسكرية البريطانية، حيث كان محملاً بالتبن، حيث أدت درجة الحرارة لاشتعاله ونشوب النيران الهائلة فيه .
بالإضافة لتطاير شرر من القطار الذي كان يسير بالفحم وأضاف الحويطي ، أن القوانين التي كان معمولاً بها في مصر آنذاك ،أن يكون عمدة القرية أو الناحية الذي يمر القطار فيه مسئولاً مسؤلية مباشرة عن جلب الأشخاص، الذين يقومون بإطفاء الحرائق، نتيجة تطاير الشرر من القطار للزروع، وإبلاغ الشرطة بالحادثة.

قال مراسل المقطم وهو يرصد حادثة قطار منفلوط التي حدثت في شهر الحرائق يونيو 1918م: " وأتانا من مكاتبنا بمنفلوط أن قطار بضاعة كان مشحوناً "تبناً" للسلطة العسكرية فتطاير شرر من مدخنة الوابور إلي التبن وقد أخرجت المركبات التي أنفذت فيها النار من القطار في الحال وجيء بوابور المطافي من أسيوط وبذلك الهمة في إطفاء النار، ولولا الهمة التى أفرغها حضرات حكمدار المديرية ومأمور المركز، لامتدت النار إلى سائر المركبات.

http://gate.ahram.org.eg/News/1921255.aspx

ليست هناك تعليقات: