ذكر ابن بطوطة للخيل التى تكون بالنيل (فرس النهر)
اثناء رحلته الى مالي بافريقيا
من كتاب تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار لابن بطوطة:
ولما وصلنا الخليج رأيت علي ضفتة ست عشرة دابة ضخمة الخلقة فعجبت منها ،
وظننتها فيلة لكثرتها هنالك ، ثم اني رأيتها دخلت في النهر ، فقلت لأبي بكر
بن يعقوب : ما هذه الدواب ؟ فقال : هي خيل البحر ، خرجت ترعى في البر ،
وهي أغلظ من الخيل، ولها أعراف وأذناب ، ورءوسها كرءوس الخيل وأرجلها
كأرجل الفيلة ورأيت هذه الخيل مرة اخرى لما ركبنا النيل من تنبكتو الي كوكو
وهي تعوم في الماء ، وترفع رءوسها وتنفخ وخاف منها اهل المركب فقربوا من
البرح لئلا تغرقهم ، ولهم حيلة في صيدها حسنة،
وذلك ان لهم رماحا
مثقوبة وقد جعل في ثقبها شرائط وثيقة فيضربون الفرس منها ، فإن صادفت
الضربة رجلة أو عنقة أنفذته وجذبوه بالحبل حتى يصل الي الساحل ، فيقتلونه
ويأكلون لحمه ، ومن عظامها بالساحل كثير، وكان نزولنا عند هذا الخليج بقرية
كبيرة ، عليها حاكم من السودان حاج فاضل يسمى فربامغا "بفتح الميم والغين
المعجم" وهو ممن حج مع السلطان منسى موسى لما حج.
_________
مما درست - الجامعة الامريكية بالقاهرة- مؤسسة ادراك - ادب الرحلة
محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق