الاثنين، 3 يوليو 2017

طوفان الحويطات والنخلة

طوفان الحويطات والنخلة




علاقتي بالنخلة علاقة العاشق بمحبوبته كأني قيس وهي ليلى لا اعلم متى بدأ الحب لكنى اهوى رؤيتها والنظر اليها في كل موضع من الارض اضع فيه قدمي , والذي اتذكره انه يعود ذلك لطفولتي اثناء زيارتي الدائمه من الصغر لقريتي موطن ابائي واجدادي في صعيد مصر..
وقد حظت النخلة بحب العرب واحترامهم وتقديرهم والاهتمام بها وعشق ثمارها دون عن باقي الشجر وكانت رفيقا لهم في كل رحلاتهم وترحالهم ولم يستغنوا عنها وظلت تروى في امثالهم وحديثهم وسميت باسماء عدة فالقصير منها يسمى فسيلة وسميت الطويلة منها الرَّقْلة وقد استخدموا كل مشتقات النخيل في بيوتهم وعمارتهم فكيف لهم ان ينسوها وهي تشكلت بيئتهم البسيطة منها ومن هذا الحب والتقدير كانوا يحتفلون ومازالوا بطرحها فهو موسم شعبي مقدس لدىهم سواء في البادية او الحضر ..


 وقد جاء ذكرها في كثير من المواضع وضرب بها الامثال في القران الكريم مما يؤكد اهميتها في هذه البيئه وخاصة عند العرب ، وقد اتضح ذلك عندما خاصها الله عن باقي الاشجار في قوله {فيها فاكهة وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكْمَامِ} وقال ابن كثير ان الله خص النخل بالذكر لشرفه ونفعة رطبا ويابسا والاكمام اي انها مكممة بالالياف ، وهي الشجرة التي خصها الله ان تلد السيدة مريم سيدنا المسيح عيسى وهو تكريم ما بعده تكريم.

وما علمتة ان لا توجد النخلة بارض الا ووجد العرب حتى انك تجد من بلاد الغرب اسبانيا والتي كانت الاندلس تجد فيها النخيل يرصف طريقها وقراها وهذا لان الامير عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) كان قد طلب أن يأتو له بشجر النخيل من بلاد العرب الي الاندلس وزرعها في قصره بعدما دخلها واستقر بها حكمه لتكون أنيساً له في غربته بالأندلس فانشد يقول :
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهى في التقرب والنوى وطول اكتئابى عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلي


وصفها ابو العلاء المعري بأنها أشرف الشجر فقال :
وردنا مـاء دجلة خير ماء وزرنا أشرف الشجر النخيلا


#اكتبه : محمد جمال سباق أبوالطقيشي الحويطي - #المكان : محافظة البحيرة اثناء زيارتي بالعيد #تصوير: حسام ريان ابوالطقيشي الحويطي #التاريخ : 30-6-2017 #المنظر : لثلاث نخلات تكبر كل واحده عن الاخرى في شكل جميل يوحي بالاهرامات الثلاثة

ليست هناك تعليقات: