مقالي الثالث : صدر لي امس الاحد الموافق 30-7-2017 مقال بجريدة ( النهار العراقية اليومية) والتي تصدر في العراق وتوزع به -
تناولت فيه عن شوارع الجيزة التاريخية والتي لا يعرف الكثر من مجتمعنا عن
سبب تسميتها ويتفاجيء بها عندما يسير بالطريق وقد تناول بدهشه عن هذه
الشوارع وتراهن انه لا احد يعرف لماذا سميت الكاتب الاديب الكبير انيس
منصور .ولذلك وجب لنا توثيق هذا البحث في جريدة لنوسع دائرة معرفة المجتمع
ونكسب الرهان الذي وعد بيه الكاتب والاديب انيس منصور رحمه الله ..
شوارع الجيزة حكاية من التاريخ
يرتبط تاريخ مدينة ومحافظة الجيزة بدخول الاسلام عند فتح مصر فهي مدينة
انشأها المسلمون سنة 642م - 21هـ وورد ذكرها في كتاب جغرافيا البلدان
المصرية أنها من المدن القديمة التي أنشئت وقت فتح العرب لمصر ووصفها
المقريزي أنها قرية كبيرة جميلة البنيان علي النيل من جانبه الغربي تجاة
مدينة الفسطاط بمصر وعن سبب تسميتها بهذا الاسم قيل انه من اجتياز القبائل
اليمنية للنيل لهذا المكان فسميت الجيزة من الاجتياز له
وقد يقف البعض
مندهشا وحوله علامات استفهام اذا مر من ميدان الجيزة الضخم وقصد احد
شوارعه التي لا يعرف عن مسمياتها شيء او اسباب تسميتها بهذه الأسماء
المبهمة بالنسبة للمجتمع ومن ضمن هؤلاء الكاتب الكبير أنيس منصور والذي
ابدى استعجابه وسؤاله عن سبب تسمية هذه الشوارع في العدد الصادر من جريدة
الاهرام بتاريخ 2008- مايو-27 والذي تناول فيه اسماء شوارع الجيزة وتحدى
في رهان منه ان سكان هذه الشوارع لا يعرفون اسباب تسميتها ولعل الكاتب
الكبير صادق في هذا التحدي لأنه ومنذ عدة سنوات كنت اتردد علي هذه الشوارع
في ميدان الجيزة وجلست علي مقاهي بعض هذه الشوارع سائلا عن المعنى من وراء
هذه الاسماء فرد البعض انها اسماء صحابة او لاحد علماء العرب لان الاسماء
عربية وهذه الشوارع المبهمة مثل شارع همدان وشارع مراد وشارع يافع وشارع
أرحب وشارع الأزد وشارع بني عامر وجميعها تقع بجوار بعض وبالحث عن السبب
تبين انها جميعها اسماء لقبائل عربية جاءت في الفتح الإسلامي وهي نفسها
القبائل التي استقلت وسكنت بجوار النيل
و قد جاء عن القاضي والمؤرخ
القضاعيّ في كتاب ابن عبدالحكم فتوح مصر انه ذكر القبائل التي دخلت الجيزة
فقال: "ولما رجع عمرو بن العاص من الإسكندرية، ونزل الفسطاط جعل طائفة من
جيشه بالجيزة خوفاً من عدوّ يغشاهم من تلك الناحية، فجعل فيها آل ذو أصبح
من حمير، وهم كثير، ويافع بن زيد من رعين، وجعل فيها همدان، وجعل فيها
طائفة من الأزديين بني الحجر بن الهبو بن الأزد، وطائفة من الحبشة،
وديوانهم في الأزد، فلما استقرّ عمرو في الفسطاط، أمر الذين خلفهم بالجيزة
أن ينضموا إليه فكرهوا ذلك "
وهناك ايضا شارع مراحق بن عامر وهو
شارع عظيم يقع في ميدان الجيزة بشارع البحر الاعظم وقد أتى ذكره في كتاب
المواعظ والاعتبار انه "كان الناس بالجيزة يصلون الجمعة في مسجد همدان، وهو
مسجد مراحق بن عامر بن بكيل، وكان يجمع فيه الجمعة في الجيزة"
وقد ظلت
هذه القبائل متواجدة في هذا المكان وانشأت حصن واتخذت كل قبيلة مكان
تستقر فيه علي النيل واخطت كل منها خطة مثل القبائل التي عاشت في الفسطاط
وبنت كل منهم مسجد في خطتها وتوافدت اليها قبائل اخرى ونزحوا باتجاه اعلى
صعيد مصر علي ضفاف نهر النيل وانقسمت هذه القبائل لبطون وعشائر وعوائل
واندمج الكثير وذابوا في المجتمع المصري.