رسالة سيدنا عمرو بن العاص لسيدنا عمر بن الخطاب قبل فتح الصعيد
من كتاب فتح البهنسا
..........
بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله عمرو بن العاص عامل امير المؤمنين علي
مصر ونواحيها الي أبي عبدالله عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه والسلام
عليك ورحمة الله وبركاتة اما بعد فاني أحمد الله الذي لا اله الا هو وأثني
عليه واصل علي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم والسلام علي من بالمدينة من
المهاجرين والانصار ولله الحمد والمنة يا أمير المؤمنين قد فتحت مصر والوجه
البحري والاسكندرية ونروجه ودمياط ولم يبقي بالوجه البحري
مدينة ولا قرية الا وفتحت بالاسلام واعز الله المسلمين وأذل المشركين
وأعلي كلمة الدين وقد اجتمع اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من السادة
والامراء والاخيار والمهاجرين والانصار وهم يطلبون الاذن من أمير المؤمنين
هل يسيرون الي الصعيد او الي الغرب والامر أمرك يا أمير المؤمنين فانهم علي
الجهاد قلقون وقد باعوا انفسهم لله رب العالمين وانا منتظرون جوابك يأمير
المؤمنين والدعاء منك عند ضريح خاتم النبين والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
فأستدعى رجل من الصحابة اسمه سالم بن نجاح الكندي فسلم اليه الكتاب ودفع
له ناقة عشارية فاستوي علي ظهرها وخرج يريد المدينة حتى وصل فصلى ثم التقي
بسيدنا عمر بن الخطاب والصحابه
لما
وصلت رسالة سيدنا عمرو بن العاص لسيدنا عمر بن الخطاب يستشره في اي مكان
يبدا بالفتح اخذ سيدنا عمر الرسالة وقرأها وكان من بجواره سيدنا علي بن ابي
طالب وسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا العباس بن عبدالمطلب وعبدالرحمن بن عوف
وسعيد بن زيد وطلحة بن عبيدالله وبقية الصحابة رضى الله عنهم اجمعين
فأستبشر خيرا ثم استشار الصحابة فاستدعي عمر رضي الله عنه بدواة وقرطاس
وكتب كتابا يقول فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله عمر بن
الخطاب الي عامله علي مصر ونواحيها عمرو بن العاص . سلام عليك ورحمة الله
وبركاتة اما بعد فاني احمد الله الذي لا اله الا هو وأصل علي نبيه محمد صلي
الله عليه وسلم والسلام علي من معك من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
من المهاجرين والانصار واني قد قرات كتابك وفهمت خطابك فاذا قرأت كتابي
هذا فاستعن بالله تعالي ورابط الخيل وأرسل الامراء لكل بلد امير ليقيموا
بها شعائر الاسلام ويعلموا الاحكام وجهز عشرة الاف فارس من اصحاب رسول الله
صلي الله عليه وسلم وامر عليهم خالد بن الوليد وارسل معه الزبير بن العوام
والفضل بن العباس والمقداد بن الاسود الكندي وغانم بن عياض الاشعري ومالكا
الاشتر وذا الكلاع الحميري واصحاب الرايات وجميع الامراء وامرهم ان ينزلوا
علي المدائن ويدعوا الناس الي الاسلام فمن اجاب فله مالنا وعليه ما علينا
ومن ابي فعليه الجزية فان عصي وامتنع فالحرب والقتال واستعينوا بالله
واصبروا واذا حاصرتم مدينة فشنوا الغارات علي ا لسواد وقد بلغني ان بمصر
مدينيتين احداهما يقال لها اهانس والثانية يقال لها البهنسا الا ان البهنسا
احسن وامنع واعظم واحصن وبلغني ان فيها بطريقا طاغيا ظالما سفاكا للدماء
يقال له البطاوس وهو أـعظم بطارقة مصر وانه ملك الواحات فلا تقربو الصعيد
حتي تفتحوا هاتين المدينتين وعليك بتقوي الله في السر والعلانية وأنت ومن
معك وانصف المظلوم من الظالم وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وخذ الضعيف حقة
من القوي ولا تأخذك في الله لومة لائم واقم انت بمصر وارسل الاجناد فاذا
احتجت مددا فكاتبني ابعث لك المدد والمعونة من الله عز وجل واسال الله
تعالي لكم الفتح والنصر والحمدلله رب العالمين ...
ثم طوي الكتاب وختمة بخاتم رسول الله صلي الله عليه وسلم ودفعة الي سالم فاخذه وودع الصحابة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق